ماذا تختارين لنفسك أن تكونى

إن الله سبحانه وتعالى خلق خلقا وجعل منهم الصالح ومنهم دون ذلك
وإن المتأمل فى البشر من بنى جنسنا ليجد عجبا
الكثير والكثير من الطباع البشرية المختلفة
سبحان الله
يوجد عباد لله يحبون لله ويثنون عليه ويشكرونه ويحمدونه ويمجدونه على كل ما وهبهم الله
ويرضون بما كتب الله عليهم
وإن من العباد من يتجرأ على الله أول منعم عليه
هيا معا لنرى صنفين من البشر ثم نختار أيهما نفضل أن نكون



أولا الصنف الأول

هذا الصنف ولا حول ولا قوة الا بالله
صنف من الذين يتجرأون على الله سبحان يذنبون ويعصون الله ويبارزون الله بالمعاصى ويبيتون وقد أسبل الله ستره عليهم رغم ما قدموه من معاصى وذنوب ويمكن أن يكون من تلك المعاصى ما تخر له الجبال وتنهد له السموات
ومع ذلك يفيض عليهم الكريم بحلمه وستره
ولكن ما أشد الجرأة على الله أن يصبحوا ليباهوا خلق الله بما قدموا من معاصى وذنوب ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم
أى تجرؤ على الله
أولم يتذكر الانسان أن من خلقه قادر على أن يبيده

أولم يتذكروا أن من سترهم قادر على اهلاكهم ونزع الستر عنهم وهم على المعصية

صدق النبى الكريم فيما ذكر عن هؤلاء البشر

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كل أمتى معافى الا المجاهرين ، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه "

أترون أحبتى
.
.
أما الصنف الثانى

هم من يهجرون الى من يريدون
منهم من يهجر الحلال الى الحرام
وأما من أعنيهم بحديثى هم من يهجرون ملذات الدنيا الى أهلها ويريدون رب الدنيا والآخرة سبحانه
هم من يجعلون همهم هما واحدا و السعى والاجتهاد فى ارضاء رب العالمين
هم من يجدون السعادة وراء محاربة شهواتهم وملذاتهم رجاااااء أن ينالوا رضا الله ورحمته
هؤلاء من يعلمون اليوم ليوم لا عمل فيه
هؤلاء هم المهاجرون

وصدق الحبيب فيما قال عنهم
1- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن "
2- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " المؤمن القوى خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف وفى كل خير ، احرص على ما ينفعك ، واستعن بالله ولا تعجز ، وإن ما أصابك شئ فلا تقل لو أنى فعلت كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان "
وأيضا أحبتى
3- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنما الأعمال بالنيات ولكل امرء ما نوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها أو إمرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه "
صدق نبينا الكريم فيما أرشدنا
ويطول فى هذا المقام
فيا أختاه
تخيرى لنفسك أى الطريقين يتبغين
طريق المجاهرين
أم طريق المهاجرين

أرأيت تقريبا نفس الحروف ولكن الفرق شاسع بينهما
تخيرى اخيتى ما يصلح شأنك
ولا تختارى على الله من أحد فالله نعم المولى ونعم النصير وعليه التكلان
اللهم اجعل هذا العمل فى ميزان حسناتى وانفع به يارب
اللهم هذا جهدنا وعليك التكلان ولا حول ولاقوة الا بالله العلى العظيم